اخبار المدونة

الخميس، 13 ديسمبر 2012

لماذا أقول ( نعم ) للدستور ؟



د . إبراهيم التركاوي
 ــــــــــــــــــــــــــــــــ

داعية ، وباحث في الفكر الإسلامي


ان إبداء الرأي في دستور مصر بنعم أو بلا , لاينفصم عما صاحبه من أجواء ,وما سبقه من أحداث دموية مؤلمة مفتعلة , توارى معظم أصحابها خلف الدستور وما صدر عن الرئيس من قرارات , ليصلوا إلي مأربهم من إسقاط الرئيس , وإسقاط كل مكتسبات الثورة , لتعود مصر إلي مربع الصفر من جديد ..وهكذا دواليْك.. حتي لا تقام لها ولا لمؤسساتها قائمة.!

ولذا , أقول ( نعم ) للدستور , لما تقتضيه – في تقديري – مراعاة مصلحة مصر العليا ، وذلك للأسباب التالية :

• حسم حالة الصراع القائم الآن , وإنهاء الجدل الذي لا يأتي علي الأمة بخير.

• سرعة استكمال مؤسسات الدولة , ليتفرغ أبناؤها للعمل والبناء , والتقدم وتحقيق الرخاء.

• إنهاء المرحلة الانتقالية , لتبدأ الدولة مرحلة فتيّة جديدة , تجدد الأمل , وتبعث الهمم , لمزيد من الحركة نحو التنمية وزيادة الإنتاج.

• قطع الطريق علي من لا يريدون للبلد أن تتقدم خطوة إلي الأمام , ولا تري النور , لأنهم لا يحيون ولا يجدون أنفسهم إلا في عهود الاستبداد والظلام.

• القضاء علي المصالح الشخصية , والمآرب الذاتية ,والانتماءات الضيقة , والولاءات الحزبية الخاصة .. والعمل علي تغليب مصلحة مصر العليا .

• قطع دابر الظالمين المفسدين في الأرض- الذين أشعلوا الفتنة , وأوقدوا النيران – من بقايا الفلول والإعلام الفاسد ورؤوس الفتنة , ولن يكون ذلك إلا باستقرار البلد واستكمال مؤسساتها.

• تزكية أكبر أساطين فقهاء القانون من أمثال : ( ثروت بدوي وعاطف البنّا , والغرياني ومحمود مكي , ومحمد سليم العوّا ,وغيرهم .. ) للدستور ,وبأنه خير دستور عرفته مصر , بل لا يوجد نظيره في العالم العربي والإسلامي.

• وقوف أكابر العلماء مع الدستور وعلي رأسهم العلامة “القرضاوي” الذي قال :
( إن الدستور المصري الجديد، دستور صنعه أبناء مصر الأحرار، أعظم دستور كوّنه أبناء مصر بإرادتهم، قبل ذلك لم تكن هناك جمعية اختارها المصريون بأنفسهم ) .

وقال : ( هو في مجموعه أعظم دستور مصري، يحافظ على الفرد، ويحافظ على الأسرة، ويحافظ على الجماعة، ويحافظ على الأمة، يحافظ على القيم الدينية والقيم الإنسانية والقيم الأخلاقية والقيم الوطنية، ويجمع الجميع، وبه مجموعة “مباديء” لا يستطيع أحد أن ينكر أهميتها )

وعلّل العلامة القرضاوى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى”تويتر” – اليوم الثلاثاء – ، الموافقة على الدستور بالرغبة فى الاستقرار والإنتاج، قائلا: ( وأنا سأقول”نعم” وبكل ثقة واطمئنان!فالدستور وإن اعترضنا على بعض ما فيه إلا أنه في جملته دستور عظيم، وكل شيء نعترض عليه يمكننا تغييره مستقبلا )

وتابع: (ضميري مستريح – وكذا ضمير الأغلبية – للتصويت بـ “نعم”..نريد لشعبنا أن يستقر وأن ينتج.. وهو قادر على ذلك بإذن الله )

وبعد ما تقدم : فقد يتعلّل البعض بأن الدستور لم يحظ بتوافق وطني .. فيُرد عليه بأنه قد ثبت أن تسعين في المائة من مسودة الدستور قد أقرتها ووقّعت عليها طوائف المجتمع المختلفة بما في ذلك الكنيسة.

وإذا تعلّل البعض برفضه لبعض مواد الدستور لأن بها عوارًا ما .. فالحمد لله , فلقد فُتح الباب لمن عنده ملاحظات أن يسجلها ويقدمها , لتُبحث في أول جلسة للبرلمان القادم.

بقي شيء ذو بال ؛ إذا عزم وتجمع الفلول ورؤوس الفتنة – الذين افتُضح أمرهم – وأبواق الإعلام الفاسد ,والمتربصون بالثورة , ليقولوا للدستور ( لا ) ,فما علي المخلصين للثورة إلا أن يتجمعوا ويقولوا للدستور ( نعم ) .!

وأخيرا , إذا كنت أري أن التصويت بـ( نعم ) للدستور أمر تقتضيه مصلحة مصر العليا , فإن هذا , لايغض أبدا من شأن أو إخلاص من يقول للدستور ( لا ) عن رؤية شريفة يراها تصب في مصلحة البلاد .