اخبار المدونة

الثلاثاء، 31 مايو 2011

سر السعادة



يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم ..
مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ..
وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..
انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب
ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك
وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ ..
وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ..
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر ..
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..
شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..
وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..
فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
فقال له الحكيم
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
سر السعادة
هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة ..
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
يقول احد الفلاسفة
أفضل تعريف للتعاسة
هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب
فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها
فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق
بكميات أكبر بكثير من قدر حاجته.
فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟
أن نملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا، نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا ..

الأحد، 15 مايو 2011

استمتع بيومك والكلام لك يابن عبد السلام


أمس انتهى .. وغدا لا نملك ضمانا على مجيئه ، اليوم فقط هو ما نملكه ونملك الاستمتاع به.
لكننا ما نفتر نقسم يومنا إلى نصفين ، نصف نقضيه في الندم على ما فات ، والنصف الآخر في القلق مما سيأتي ! ، ويضيع العمر بين مشكلات الماضي وتطلعات المستقبل ، وتنسل أحلامنا من بين أصابعنا!
كثر هم وانا منهم من يعيشون الحياة وكأنها بروفة لحياة أخرى قادمة ! ، والحقيقة أن دقائق الحاضر هي ما نملك ، وهي ما يجب أن ننتبه إليها ونحياها بهناء وطمأنينة.
رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم  ينبهنا إلى معنى هام ورائع.
فبرغم حثه للمرء منا على الطموح والتطلع للأفضل وتدريب النفس على الارتقاء والنظر إلى معالي الأمور ، إلا أنه يؤكد أن الأرض التي يمكنك الانطلاق منها إلى العلياء هي ما تملكه من النذر اليسير ، وانظر لقوله (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا. )
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ( إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد ، قوى تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله . )
إننا نرى من حولنا أناس - وللأسف الشديد أنا منهم- طارت أفئدتهم لتسبق الأيام ، فهم يعيشون مشكلات الغد ، ويرهبون كوارث المستقبل ، ويعدون العدة لهزيمة الوحش القادم . !
فيمر اليوم على حين غفلة منهم ، ويضيع العمر وهم غافلين عن الاستمتاع به والشعور بالمنح والأعطيات التي أعطاهم إياها الله.
عش يومك يا صاحبي ، استفد من تجارب الماضي بدون أن تحمل آلامها معك ، خطط لمستقبلك من غير أن تعيش مشاكله وهمومه ، ثق بخالقك الذي يعطي للطائر رزقه يوما بيوم ، هل سمعت عن طائر يملك حقلاً أو حديقة ؟! ، إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده.
الأفضل قادم لا محالة شريطة أن تحسن الظن بخالقك ، ولا تضيع يومك .

السبت، 14 مايو 2011

أما فهمت ..!


يامن أدميت محاجر الدمع فيا
أما علمت أن القلوب تبكي أحزانها خفيا
اما علمت أن الجراح تسقي صاحبها عذابا علقميا
أما علمت أن الأشجار تموت واقفة
برغم أن جذرها بالأرض مازال حيا
أما فهمت ..!
بأنني لم أرد أن يمس حبك الهجر حتى لايكون خطيا
ولم أرد أن يمره الظلم حتى لا يبدو بغيا
ولم أرد أن يشوبه الحزن حتى لا يصبح عصيا
أما شعرتي ..!
بان خلايا عقلي كلها تتعلق بنورك عندما يلامس ناظريا
وان دماء قلبي كلها تتصارع بكفك عندما تصافحي يديا
أما أخبرك قلبك ..!
لو انك همتي في ارض حبي فانك لن تعيشي سوي ربيعا أبديا
لو انني هززت غصن رمانك سوف يتساقط ثمرا شهيا
لو انني حكمت مملكة قلبك فسأكون أعظم من فرعون
لأنني لن أجد في مملكتك أحدا ليا

وقولوا للناس حسناً


في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة ، كلاهما معه مرض عضال كان أحدهما مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ،ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت ، كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر ، ولأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف . تحدثا عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شيء.
وفي كل يوم بعد العصر ، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي ، وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج : ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط ، والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء ، وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والجميع يتمشى حول حافة البحيرة ، وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ، ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين ..

الأربعاء، 11 مايو 2011

اختر قلما


قـلـم الـمـحـبــــة

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى الـقـلـوب لــ يـحـيـهـا و يـقـومـهـا ، حـبـره الـتـعـاون و الـصـداقـة
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـحـكـم حـيـاة الأنـسـان لـ يـجـعـلـه فـي سـرورٍ و مـودةٍ و سـعـادةٍ
(( اسـتـخـدم هـذا الـقـلـم دائـمـا فـأنـه هـو الـحـيـاة .. هـو الـحـيـاة ))

 
قـلـم الصــــــدق

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى اللـسـان لــ يـحـكـمـه و يـبـرزه ، حـبـره الـكـلام الـطـيـب و الـصـحـيـح
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـهـدي حـيـاة الأنـسـان عـلـى الـكـلام الـثـابت و الـصـحـيـح و الـمـحـبـة
(( أسـتـخـدم هـذا الـقـلـم دائـمـاً فـأنـه ثـقـة الـحـيـاة تـكـسـب الأخـريـن بـه و تـفـقـد هـم ))

قـلـم الشجــــاعة

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى الـجـوارح لــ يـحـمـيـهـا و يـحـسـنـهـا ، حـبـره الـقـوة و الـعـدل
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـعـدل حـيـاة الأنـسـان عـلـى الـحـق و الـحـمـايـة و قـوة الـعـدل
(( أسـتـخـدم هـذا الـقـلـم فـأنـه قــوة الـحـيـاة فـي الـخـيـر لا فـي الـشـر ))

قـلـم الحـــــــزن

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى الـقـلـوب لــ يـبـكـيـهـا و يـجـرحـهـا ، حـبـره سـهـام الـحـب الـقـاتـلـة و حـيـاة الـهـمـوم
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـهـدم حـيـاة الأنـسـان عـلـى الـجـراح و الـهـمـوم و الـمـعـصـيـة
(( لا تـسـتـخـدم هـذا الـقـلـم فـأنـه جــرح الـحـيـاة فـي هـم و غـم ))


قـلـم الكــــــذب

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى اللـسـان لــ يـسـفـلـه و يـسـقـطـه ، حـبـره الـكـلام الـمـنـقـود و الـغـيـر صـحـيـح
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـسـبـي حـيـاة الأنـسـان عـلـى الـفـتـن و الـنـفـاق و الـكـلام الـخـبـيـث

(( لا تـسـتـخـدم هـذا الـقـلـم فـأنـه هـدام الـحـيـاة فـي نـدم و تـمـنـي ))



 



قـلـم الاخــــــلاق

هـو قـلـم يـكـتـب عـلـى الـقـلـوب لــ يـقـويـهـا و يـعـلـوهـا ، حـبـره الـرضـا و الـطـاعـة
يـسـيـر هـذا الـقـلـم لـيـقـوم حـيـاة الأنـسـان عـلـى الـعـطـاء و الـتـواضع و الـمـحـبـة
(( اسـتـخـدم هـذا الـقـلـم فـأنـه مـصـيـر الـحـيـاة تـعـلـو بـه و تـنـزل بـه مـن قـدرك ))

ملك لسنة واحدة فقط


منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة فقط  وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملك آخر غيره وهكذا أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به وألبسه الناس الملابس الغالية وأركبوه فيلاً كبيراً .. وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له وداعاً وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ورجعت السفينة إلى المدينة وفي طريق العودة اكتشفوا إحدى السفن التي غرقت منذ وقت قريب  ورأوا شاباً متعلق بقطعة من الخشب عائمة على الماء فأنقذوه وأخذوه إلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ذلك
وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة وأنه بعد مرور 12 شهراً سوف يحمل إلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة سأل الوزراء هل يمكن أن يرى هذه الجزيرة  حيث أرسل إليها جميع الملوك السابقين  ووافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة  ورآها وقد غطت بالغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات الشريرة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة نزل الملك إلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض
وفهم الملك القصة ،،بأنه مالبث أن ترك الملوك السابقون في الجزيرة حتى أتت إليه الحيوانات المتوحشة وسارعت بقتلهم والتهامهم عندئذ عاد الملك إلى مدينته وجمع 100 عامل أقوياء وأخذهم إلى الجزيرة  وأمرهم بتنظيف الغابة وإزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وإزالة قطع الأشجار الصغيرة  وكان يزور الجزيرة مرة في الشهر ليطل على سير العمل  وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة فبعد مرور شهر واحد أزيلت الحيوانات والعديد من الأشجار الكثيفة وعند مرور الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً ثم أمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة مثل الدجاج والبط والماعز والبقر ... الخ  ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة إلى مكان جميل وقد كان الملك ذكياً فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المدينة في مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في إعمار هذه الجزيرة  وبعد مرور 9 أشهر جمع الملك الوزراء قائلاً أنه يعلم أن الذهاب للجزيرة يتم بعد مرور 12 شهر من بداية حكمه ولكنه يود الذهاب إلى الجزيرة الآن
ولكن الوزراء رفضوا قائلين حسب التعليمات لابد أن تنتظر 3 شهور أخرى ثم بعد ذلك تذهب للجزيرة ،، مرت الثلاثة شهور واكتملت السنة وجاء دور الملك ليتنقل إلى الجزيرة ألبسه الناس الثياب الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير قائلين له وداعاً أيها الملك

ولكن
الملك على غيرعادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون:

عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولك يضحكون فعش في هذه الدنيا واعمل ما تراه حتى يأتيك الموت وعندئذ تضحك بينما جميع من حولك يبكون
فبينما الملوك السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام

والدرس المأخوذ من هذه القصة الرمزية

أن هذه الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة ويجب علينا ألا نغمس أنفسنا في شهوات الدنيا عازفين عن الآخرة حتى ولو كنا ملوك
فيجب علينا أن نعيش حياة بسيطة مثل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ونحفظ متعتنا إلى الآخرة ولا ننسى قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه:
لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال

عن عمره فيما أفناه

وعن شبابه فيما أبلاه
 
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
 
وعن علمه ماذا عمل فيه
وصدق رسولنا الكريم عندما أخذ بمنكبيه وقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك

اللهم نسألك حسن الخاتمة وسكن جنات الفردوس


الثلاثاء، 10 مايو 2011

رفقاً بالقوارير ......



 المرأة كريستالة شفافة يجب أن تفهمها حتى لا تكسرها
أول من وضع هذا الشبه .. رسول الله (صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم) عندما قال : رفقاً بالقوارير ...
بداية هذا التشابه أن هذا الكأس قوى ويتحمل ظروف كثيرة لكن بلحظة قد يكون قابل للكسر السريع !!
وهذه المرأة تجدها قويه ..مربيه ..ولكنها في لحظة من اللحظات تصيبها حالة من الضعف الشديد المؤدي للكسر
من جهة أخرى إن هذا الكأس إن وضعت فيه عسل فأنت ستشرب العسل .وان وضعت فيه شراب مر أو ماء عكر فأنت ستشرب المر والعكر لامحاله وان وضعت فيه مشروب حار فستجني الحرارة
ومن جهة المرأة فهي ليست ببعيد عن هذا الكأس فان أعطيتها الحلو ستجني الحلو وان عاملتها بالمر العكر ستجني المر العكر .وان علمتها على الحرارة فستجني حرا قاسيا وان لا فستجني بردا .
لذلك :
اللبيب من يضع في هذا الكأس الحلو ليشرب الحلو . والغبي المغفل من يضع في هذا الكأس المر العكر وينتظر أن يشرب شرابا حلو .
أيضا المرأة إذا أصابها خدش من الصعب أن تصلحه ..المرأة مخلوق رقيق .
ولكنها تقف شامخة أمام الصعاب !!!
المرأة هادئة .. وتنقلب إلى بركان عند غضبها ..
من الممكن أن تشعل المرأة أصابعها العشرة لك شموع ..في حاله واحده فقط

؟؟

!

إذا أحست انك تستأهل أن تحرق أصابعها من أجلك ولا يكفيها إحراق الأصابع . بل من الممكن أن تحرق عمرها من أجلك

الاثنين، 9 مايو 2011

مدفوعة بالكامل بكأس من اللبن


في إحدى الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه، ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة،فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء.
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن،فشربه ببطء وسألها: بكم أدين لك؟ فأجابته: لا تدين لي بشيء ..لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير'. فقال:' أشكرك إذاً من أعماق قلبي'، وعندما غادر
هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل أن إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطاً.
بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين،فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر............ .وقد أستدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية، وعندما سمع إسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب، وأنتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها،
وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها،فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها، ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها.
وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور هوارد كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة.كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة،
أخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئا مدونا في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات:
'مدفوعة بالكامل بكأس من اللبن'
التوقيع: د.
هوارد كيلي

إغرورقت عيناها بدموع الفرح، وصلى قلبها المسرور بهذه الكلمات:
'شكرا لك يا إلهي، على فيض حبك ولطفك الغامر والممتد عبر قلوب وأيادي البشر

 فلا تبخلوا بفعل الخير وتذكروا أنه كما تدينوا تدانوا والحياة دين ووفاء

فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إن شاء

الأحد، 8 مايو 2011

ولايوم الطين


الملك "المعتمد" ..والجارية " اعتماد" .. ولا يوم الطين
في ذلك العصر الغابر في الأندلس.. عصر ملوك الطوائف.. الذي جاء بعد موت محمد ابن ابي عامر المنصور ..ذلك الوزير الداهية.. الذي استبد بالحكم بعد موت الخليفة.. الحكم من دون ولده هشام المؤيد بالله. لينهى بذلك حكم بني أمية.. في الجزيرة الذي استمر قرابة اربعمئة عام ..منذ ان اسسها و حكمها عبد الرحمن الداخل. فبعد موت ابن أبي عامر المنصور.. و قد كان حاكما قويا و يدفع له الجزية من قبل ملوك القوت "الأسبان"..ضعفت البلاد.. و حدثت المؤامرات والفتن ..و بدأت القبائل بالإستقلال بالأطراف. و كان أول من بدأ بالاستقلال" بنو عباد في اشبلية".. ثم بنو زيري في غرناطة.. ثم بنو هود في سرقسطة.. ثم بنو ذي النون في طليطلة.. ثم بنو عامر في بلنسية.. ثم بنو الأفطس في بطليوس.. و بقيت قرطبة في يد بني حمود ثم بني جهور..
  زواج الامير " محمد بن عباد" بالجارية "اعتماد الرميكة "
و في ذلك العصر ..كان "محمد بن عباد" ولد الخليفة المعتضد بالله الطاغية.. ملك اشبلية.. يتمشى مع صاحبه و وزيره ..فيما بعد ابن عمار عند مرج الفضة. و كان على عكس ابيه.. شاعرا رقيق القلب ..يختلط بالعامة.. و بينما هما يتمشيان عند ضفاف النهر ..نظر محمد الى تموجات النهر بفعل الرياح ..و قال
"صنع الريح من الماء زرد"
و طلب من ابن عمار ان يجز اي ..ان يكمل ببيت اخر من الشعر.. و قد كان ابن عمار نفسه شاعرا. و أخذ ابن عمار يفكر
"صنع الريح من الماء زرد"
ثم ماذا يا ابن عمار ..و لكن دون جدوى.. كأن الله أراد أن يخرسه.. لينطق تكملة البيت على لسان الجارية"اعتماد" ..التى سمعتهما.. بينما هي تغسل الثياب عند حافة النهر.. فأكملت قائلة..
"أي درع لقتال لو جمد"
مكملة صدر البيت الشعري الذي نطق به الامير ..
فكان هذا البيت سبب سعدها ..وشقائها فيما بعد. فما ان وقعت عين محمد بن عباد عليها ..حتى افتتن بجمالها ..كما افتتن بسرعه بديهتها وذكائها .
و عرف "محمد بن عباد" ..انها جارية عند الرميك ابن الحجاج تخدم زوجه.. فأرسل الخدم و المزينات ليخطبوها له و يحملوها اليه لا كجارية.. و لكن "كزوجة حرة". فلم يكن حاجته اليها حاجه الجسد التي تنقضي بإنقضاء اللذة و لكن حاجته اليها كانت حاجة الجوارح و الفؤاد ..تلك الحاجات التي لا تنقضي الا بمفارقة الروح الجسد ..و لذلك لم يضمها الي جواريه و قد كان ذلك هينا عليه..
و كان محمد ولها بها ..لا يصبر على فراقها ساعة.. يكن لها محبة خاصة .. حتى اذا مات ابوه المعتضد.. و تولى من بعده الحكم ..اشتق لقب الملك من حروف اسمها ..فسمى نفسه.. "المعتمد بالله بن عباد"..من اسم الزوجة " اعتماد" ..الجارية سابقا .. لتخلد محبته لها في اخبار التاريخ ..عاشت معه في رفاهية وعز فاق الوصف.. وحظيت عنده حتى كان لايرد لها طلبا ..
قصة المثل " ولا يوم الطين"
وفي يوم من الأيام .."الملكة اعتماد" ..دائما اذكر " الجارية سابقا" ..رأت نساء من البادية يبعن اللبن ..وقد شمرن عن سوقهن ..وسواعدهن..يخضن في الطين ..
فقالت اعتماد : اشتهي أن أفعل أنا وبناتي.. كفعل هؤلاء البدويات .. فما كان من "ابن عباد" الملك طبعا..الا ان بادر الى تلبية طلبها.. ولكن بطريقة البذخ ..والتبذير المفرطة.. التي كلفت خزينة دولته أموالا طائلة ..حيث أمر بالعنبر والمسك والكافور.. فسحق بماء الورد.. ليكون في هيئة الطين ..واحضر القرب والحبال.." لاعتماد الملكة" و"بناتها الاميرات".. فحملن القرب والحبال ..ورفعن عن سوقهن ..وخضن في طين العنبر والمسك والكافور .
ويقولون : في يوم غاضبها المعتمد بن عباد في بعض الأيام , فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط  فقال : ولا يوم الطين ؟ فاستحيت واعتذرت
و انجبت له "اعتماد".. البنين و البنات ..و كان يدعوها "بأم الربيع".لم تكن فقط امرأة جميلة.. و لكنها كانت صاحبة عقل ناضج رغم صغر سنها .. و رأي سديد رغم جهلها باصناف العلوم.. و كان زوجها الملك ..يرجع إليها في كثير من أمور الدولة