اخبار المدونة

السبت، 30 أبريل 2011

السم في عقولنا


منذ وقت طويل في الصين تزوجت فتاة و ذهبت لتعيش مع زوجها ووالدته "حماتها"
ثم ما لبثت أن اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها، فقد كانت شخصياتهما متباينة تماما، و كانت عادات كثيرة من عادات حماتها تثير غضبها
فضلا عن أن حماتها كانت دائمة الانتقاد لها!
أيام تلت أيام، و أسابيع تبعت أسابيع و لم تتوقفا عن المجادلات و الشجار، و ما جعل الأمور أسوأ أنه طبقا للتقاليد الصينية القديمة، كان عليها ان تنحني أمام حماتها و أن تلبى لها كل رغباتها و كان الغضب و عدم السعادة اللذان يملآن المنزل يسببان إجهادا شديدا و تعاسة للزوج المسكين!
أخيرا لم يعد في استطاعة الزوجة أن تتحمل أكثر من طباع حماتها السيئة واستبدادها و سيطرتها، فقررت أن تفعل شيئا حيال ذلك!
ذهبت الزوجة إلى صديق والدها مستر هوانج الذي كان بائعا للأعشاب. شرحت له الموقف و سألته لو كان في إمكانه لو يمدها ببعض الأعشاب السامة حتى يمكنها أن تحل مشكلتها إلى الأبد !
فكر مستر هوانج في الأمر للحظات و أخيرا قال لها: "أنا سأساعدك في حل مشكلتك، و لكن عليك أن تصغي لكلامي و تنفذي ما سأقوله لك!"
أجابت الزوجه قائلة: "نعم يا مستر هوانج أنا سأفعل أي شيء تقوله لي!"
انسحب مستر هوانج للغرفة الخلفية ثم عاد بعد بضعة دقائق و معه زجاجة صغيرة على شكل قطارة، و قال لها: "ليس في وسعك أن تستخدمي سما سريع المفعول كي تتخلصي من حماتك و إلا ثارت حولك الشكوك، و لذلك سأعطيك عدداً من الأعشاب التي ستعمل تدريجيا و ببطء في جسمها، و عليك أن تجهزي لها كل يومين طعام من الدجاج أو اللحم و تضعي به قليل من هذه القطارة في طبقها، و حتى تكوني متأكدة أنه لن يشك فيك أحد عند موتها، عليك أن تكوني حريصة جداً، و أن تصير تصرفاتك تجاهها حميمة و رقيقة، و ألا تتشاجري معها أبداً، و عليك أيضا أن تطيعي كل رغباتها، و أن تعامليها كما لو كانت ملكة!"
سعدت الزوجة بهذا و أسرعت للمنزل كي تبدأ في تنفيذ مؤامرتها لإغتيال حماتها!
مضت أسابيع، ثم توالت الشهور و كل يومين تعد الطعام لحماتها و تضع بعضا من المحلول في طبقها ... و تذكرت دائما ما قاله لها مستر هوانج عن تجنب الاشتباه،
فتحكمت في طباعها و أطاعت حماتها و عاملتها كما لو كانت أمها.
بعد 6 شهور تغير جو البيت تماما، مارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة و إصرار حتى أنها وجدت أنها لم تعد تفقد أعصابها إلى درجة الجنون أو حتى تضطرب كما كانت من قبل ... و لم تدخل في جدال مع حماتها، التي بدت الآن أكثر طيبة و بدا التوافق معها أسهل.
من جهة أخرى، تغير تعامل الحماة مع زوجة ابنها و بدأت تحبها كما لو كانت ابنتها، و ما فتأت تذكر لأصدقائها و أقربائها أنها أفضل زوجة ابن!
و أصبحت الزوجة و حماتها الآن تتعاملان كما لو كانتا بنتا و والدتها ...
و أصبح الزوج سعيدا بما حدث من تغيير في البيت و هو يرى و يلاحظ ما يحدث!
و في أحد الأيام ذهبت الزوجة مرة أخرى لصديق والدها مستر هوانج
و قالت له: "مستر هوانج، من فضلك ساعدني هذه المرة في منع السم من قتل حماتي، فقد تغيرت إلى امرأة لطيفة و أنا أحبها الآن مثل أمي، و لا أريدها أن تموت بسبب السم الذي أعطيته لها" ابتسم مستر هوانج و هز رأسه و قال لها: "أنا لم أعطك سما على الإطلاق! لقد كانت العلبة التي أعطيتها لك عبارة عن القليل من الماء! إن السم في عقولنا نحن و في طريقة تعاملنا مع الآخرين! و كل هذا غسل الآن بالحب الذي أصبحت تكنينه لها!"
 حكمة ،،،
كما تعامل الآخرين سيعاملونك، و الذي يحب الآخرين سيحبه الآخرون!



الاثنين، 25 أبريل 2011

التينة الحمقاء



وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ..... قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني..... عـندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها..... فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها.... و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر
لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر..... ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر
إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي..... فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر
ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ..... أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر
عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه..... فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً..... كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر
ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها..... فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر
مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به..... فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر

جسد إيليا أبو ماضي أخطار وأضرار الحمق المتحكم في نفوس بعض الناس في قصة شعرية تروي حكاية تينة حمقاء أنكرت وضعها واعتبرته مزريا فهي تتعب وتبذل جهدا والخير لغيرها فقررت وضع حد لهذا الأمر
وعاد الربيع واكتست الأشجار بأجمل أثوابها لاستقباله إلا هي فبقيت جرداء فاجتثها البستاني ورمى بها في النار تستعر .

فالفكرة العامة ان الغباء والحماقة تؤدي بصاحبها وتورده المهالك فغرور التينة وكفرها بالقدر واقرارها بالانعزال وترك العطاء جعل الفناء هو نهاية حمقها وغبائها  والهدف الاساسي والرئيسي من الابيات هو تربية الفرد ونزع الشر من نفسه ليصلح المجتمع .
وتميز اسلوب الشاعر هنا بانه سلس وعذب وعباراته واضحة قريبة من لغة التخاطب شديدة الإيحاء منها (اجتثها)توحي بعدم إبقاء الأثر فالبخيل والغبي يجب ان يجتث ولايكون له أثر في المجتمع (هوت)توحي بالعنف والقسوة والصوت القوي والألم الذي أحدثه السقوط وهي نهاية طبيعية لكل ظالم غبئ احمق يحب نفسه ويكره البذل والعطاء ،(يحتضر )توحي باللحظات الأخيرة للوداع   ، (غضة )توحي باللين والفتوة مازالت في ربيع العمر وهذا حال المعطاء دائما .
اما البيت الاخير فهي الحكمة كلها من لم يسخو بما تسخو الحياة به فانه احمق ونهايته هي الانتحار والموت .
كل عام وانتم بخير وصحة وسعادة وعطاء وبذل للخير
والصورة الاولي توضح حال التينة الذكية المعطاءة اما الصور بالاسفل فتوضح حال التينة الحمقاء  وسلام

الجمعة، 22 أبريل 2011

الديكتاورية والفساد السياسي وتاثيره علي الحياة الاجتماعية المصرية

الدكتورة ‏آنا‏ ‏دانيال‏.. ‏طبيبة أمريكية شهيرة ‏ ‏توقفت‏ ‏طويلا‏ ‏تتأمل‏ ‏وتدرس‏ ‏مشاعر‏ ‏كل‏ ‏زوجة‏، ‏وماذا‏ ‏يعنى ‏لها‏ ‏الزواج‏ ‏والحب‏ ‏والتفاهم‏ والعلاقة مع زوجها.. ومن بين كثير كتبته دانيال.. كنت دائما أتوقف أمام هذه العبارة التي أكدت فيها أنه ‏منذ‏ ‏لحظة‏ ‏مجيئنا‏ ‏إلى ‏هذا‏ ‏العالم.. ‏تتحول‏ ‏حياتنا‏ ‏إلى ‏كفاح‏ ‏مستمر‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏البقاء‏.. ‏بعضنا‏ ‏ينجح‏ ‏وبعضنا‏ ‏يفشل‏ ‏فشلا‏ ‏ذريعا‏.. ‏لكن‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏درجة‏ ‏الفشل‏ ‏أو‏ ‏قسوته .. ‏فإن‏ ‏الواحد‏ ‏منا‏ ‏مادام‏ ‏يرجع‏ ‏إلى ‏بيته‏ ‏فيجد‏ ‏إنسانا‏ ‏آخر‏ ‏يحبه‏ ‏ويرعاه‏ ‏ويضمد‏ ‏جراح‏ ‏روحه‏ ‏فلن‏ ‏يشعر‏ ‏حينئذ‏ ‏أن‏ ‏حياته‏ ‏كانت‏ ‏ضياعا‏ ‏كاملا..
ولا أنكر أنني عدت منذ أيام فقط لكلام آنا دانيال وما كتبته  ولمقالات أخري.. وأنا أقرأ وأتأكد أن الزوجة المصرية باتت عدوانية وغاضبة وعنيفة إلى حد أن تصبح أكثر زوجة في العالم تضرب زوجها وتعتدى عليه جسديا ولفظيا حسب أحدث الدراسات واستطلاعات الرأي العالمية  وحسب ما أطالع علي صفحات الحوادث بجميع الجرايد المصرية .. ولأنني لا أحب هذه الفواصل التي نضعها في مصر بين الظواهر الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية وبين الواقع السياسي للناس، مؤمنا بعلاقة وثيقة تربط بين كل ما يجرى في هذا الوطن ولكل من يعيش فى الوطن نفسه ،، فمن المؤكد أن الفساد السياسي العام الذي كان سائدا طوال حكم مبارك أدى إلى تفكك حتى على مستوى البيوت وعلاقات الأشخاص بأنفسهم وبكل الشخوص حولهم..
ولأن الرجل وسط كل هذا الفساد والضياع لم يعد آمنا على مستقبله أو قوته أو حتى كرامته فقد أصبح بيته هو معركته الأخيرة لإثبات رجولته واللحاق بمكانته قبل أن تضيع.. وباتت الزوجة بالنسبة لكثير من الرجال هي الشىء الوحيد الذي يمكن أن يملكه في مجتمع متوحش يسرق كل شيء من أى أحد.. باتت الزوجة هي ساحة المسرح الوحيدة المتاحة لاستعراض القوى والنفوذ الذى ضاع في الشارع والمكتب.. وفى الوقت نفسه.. لم تعد الزوجة المصرية في المقابل على استعداد للسكوت أو التصفيق لهذا الممثل البائس المهزوم وهو يحاول القيام بدور المنتصر الزائف.
فالزوجة المصرية بعد ميراث طويل وحزين جدا من القهر والاستغلال لم تعد قانعة.. ولا هي ستقبل سلوك هذا الزوج باعتباره قدرا ليس‏ ‏في ‏وسعها‏ ‏الفكاك‏ ‏منه‏ ‏والاحتجاج‏ ‏أو‏ ‏التمرد‏ ‏عليه‏.. ‏وبدأت هذه الزوجة تعيش قمة التوتر والاضطراب.. فقدت استقرارها النفسي وكل قناعاتها القديمة.. وتوحشت‏ ‏وتبلد‏ ‏لديها‏ ‏الوجدان‏ ‏والحس‏.. ‏أصبحت على استعداد لأن تدير ظهرها لأسرتها وبيتها وأطفالها.. ثم باتت على استعداد لأن تضرب زوجها بعد أن اكتشفت أنه مثلها تماما في هذا الوطن.. ضعيف ومهزوم وخاسر لكل معاركه خارج باب البيت.. وبالتأكيد هناك من سيريحه أن يغلق هذا الملف، مؤكدا أن ظاهرة ضرب الزوجات المصريات لأزواجهن وبمعدلات باتت هي الأولى عالميا.. مجرد ظاهرة عابرة لا تستحق التوقف أو الاهتمام السياسي.. أو أنها سلوك فاضح ومعيب، لكن ممارسته تقتصر على الفقراء في بيوتهم الفقيرة والعشوائيين في حياتهم العشوائية.. وهذا ليس صحيحا على الإطلاق.. فالظاهرة حقيقية.. عامة.. مزعجة.. وتطال الجميع في مختلف البيوت دون فرق بين فقر وغنى وبين أكواخ أو قصور.. بل إنها تصبح أكثر تواجدا وتأثيرا في صفوف الأغنياء والقادرين أكثر من الفقراء والذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر.. لأن الذي خسر كل شيء ولم يعد لديه أمل في شيء.. لن يخوض أي حروب جديدة لا هو ولا زوجته.. المشكلة في الذي لا زال يريد أن يملك وينجح ولا تزال تحلم وتظن نفسها قادرة وتستحق ما هو أفضل.. هؤلاء هم الذين يدفعون ثمن الفساد والفوضى والحيرة والاضطراب.. وإذا كان البعض سيرفض الربط بين ذلك وبين الأوضاع السياسية والاقتصادية فأنا بالطبع أحترمهم وأحترم رؤاهم لكنني لا أوافقهم.. فالسياسة في أبسط معانيها تعنى الاستقرار.. وبقاء نفس الوجوه لسنين طويلة لا يعنى مطلقا أي ثبات أو استقرار.. والسياسة تعنى خلق إحساس دائم لدى الجميع بأحلام وطموحات كثيرة لا تزال ممكنة.. وفسادها يعنى ضياع كل الأحلام.. وهو ما كان يجرى في مصر قبل ثورة 25 يناير

السبت، 16 أبريل 2011

قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس


يُروى أن طفلاً كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة
فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء فحاول أن يخرجها فأبت
ضربها بالعصا فلم تأبه به
صرخ فيها فزادت تمنعا
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق
وقال له : ما بك يا بني ؟
فحكي له مشكلته مع السلحفاة ، فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي
ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان ورويداً رويداً فإذا بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء
فابتسم الأب لطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك
هذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير المثل الانجليزي يقول  ( قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر ، لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه)
كذلك البشر يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك وصفاء قلبك .. ونقاء روحك .
رسولنا خير البشر - صلى الله عليه وسلم - يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس ، فيقول: ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )
قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً وتذكر دائماً أن الناس كالسلحفاة تبحث عن الدفء

الاثنين، 11 أبريل 2011


كنت منهك جدا ومتعب لدرجة الدوار بل أن الأرض تميل بي وأنا لا ادري مآبي بل لا ادري ماذا يحدث والزملاء حولي متخوفين ويبدو أنهم يرون ما لا أري وأخيرا سقط جسدي علي الأرض والزملاء حولي وكأنهم الحيرة والهم وكأنهم القلق والخوف وانظر إليهم وأشفق عليهم أكثر مما أشفق علي نفسي وأنا أراهم  ينظرون بعيون حزينة يملؤها الخوف والفزع ولا اعلم لماذا أو مالذي يحدث من حولي واسمع همهمات صراخ حزين وانين شكوى ودعاء وتضرع إلي الله وبت خائفا من خوفهم وصرخاتهم المكبوتة والمجروحة وأدرت وجهي لأبعد بصري عنهم قدر ما استطيع لأتخلص من خوفي فوجدتها هي .. نعم هي ملاكي وحياتي وروحي وعنوان سعادتي وشفائي هي صاحبة العينين البراقتين والابتسامة الرقيقة ..تحمل وردة ب يديها وتنتظر أليا بابتسامة خفيفة وكأنها تقول اطمئن يامحمود .. نظرتها البريئة هزت كياني وبسمتها الرقيقة أعادة لقلبي الحياة .. وشعرت بدفء يملاء جسدي بعد برد طويل وشعرت بالسعادة تغمر قلبي المسكين الذي لم يذق في حياته سوي طعم المرار ..وارتسمت علي وجهي ابتسامة خفيفة  مختلطة بالحزن ونسيت كل من حولي وبقيت انظر لها .. لها لوحدها وساد المكان هدوء رائع والناس في حيرة من سر ابتساماتي تلك التي زينت شفاهي علي حين غرة .. فملأت التساؤلات عقولهم ، وعرفت من نظراتهم أن ما من احد غيري يراها  وشعرت بان الحيرة قد أغرقتهم في بحرها العميق ... وأنا انظر  لها متجاهلا مايدور  بينهم من أسئلة وبسمتي لم يغيرها أي حيرة قد وقع فيها احد الخائفين علي .. قلب بات دافئا يشع نورا فترك روحي التي عانت من الم الفراق وصعاب الحياة وجعلها تحلق في السماء حرة نقية تنشر عطرها في الهواء  والي الآن يتساءل زملائي بعد أن تعافيت وافقت مما كنت فيه بل يتساءل صديقي الطبيب وحبيبي ... ماسر ابتسامتك وماسبب نشوتك وهم لايدرون انك سر حياتي كلها وقد بعثك الله أليا لتهديني  روحي مرة أخري بعد فراق أكيد وتنثري الحياة في جسدي مرة أخري ... فلك الشكر علي حياتي  

الخميس، 7 أبريل 2011

هل تصلح الحياة بدون حبيب بجوارك ؟


إننا جميعاً نحتاج لشخص يحبنا ونحبه.. يفتقدك عندما ترحل ويبقي على مشاعرك دافئة خلال الليل البارد.. كلنا نحتاج إلى شخص نحبه .. إنك في حياتك تجري وتختبئ وتتألم في داخلك من تلك الذكريات التي لا تستطيع الهروب منها ومن الألم الساكن في قلبك .. وتتقلب وتتمزق وترى كل أحلامك تحترق كحلم من أحلام الطفولة ولا تستطيع التماسك بينما ينهار عالمك من حولك.. والإنسان بفطرته كائن اجتماعي وطوال عمره في رحلة بحث دائمة ودءوبة عن السلام الداخلي والعثور على إنسان حنون يشعره بالأمان متى ما انكشفت ستائر أسراره عن فمه.. يحتاج دائماً إلى من يهدهد الطفل في أعماقه، ويقتسم معه رغيف الحزن وماء الحلم.. نحن جميعاُ نحتاج إلى شخص واحد يهتم على الأقل بنا . شخص نراه ونسمعه بصدق .. نلتصق به كالتصاق الورقة بالغصن . ونلتقي به كالتـقاء الوردة بحبات المطر ,, شخص واحد على الأقل بشرط أن يرعى بإخلاص وحب وعمق.. أحياناً قد تكفي إصبع واحدة لتحول دون إنهيار السد الكبير.. وقد تأتي شمعة واحدة لتـنـير كل الظلام المخيف.. وقد تؤدي لمسة واحد حانية إلى تجفيف منابع الحزن.. وقد تغير ابتسامة حب صادقة الواقع المؤلم إلى أمل مشرق.. .. فالحياة بدون شخص نحبه باهته تصفر فيها الريح ، لا طعم لها ولا لون

لا تبكي على كأس انكسر


لا تبكي على كأس انكسر ولا تيأس على قلب من حجر ولا تشفع لمن خان وغدر ولا تقل حبيبي بل قل من كان ملاكا في عيني  عاودته طباع البشر

الاثنين، 4 أبريل 2011

حدوتة الخاتم


كان يا ما كان فى أمورة وعسولة وسكرة وست الستات واحلي البنوتات ،،اسمها سمسمة  وسمسمة  فى يوم شعرت بالضيق والحزن لانها كل ما تعمل حاجة  اصحابها يسخروا منها وكل ما كانت تيجى تقولهم على حاجة مفيدة ينهروها ويقولولها وانتى ولا فى حاجة بتقوليها او تعمليها صح   ويلوموا عليها فشعرت فجأة ان كل من حولها يلوم عليها اقوالها وافعالها 
 فذهبت سمسمة  لشيخ المدينة وتسأله انه يساعدها ويدلها على عمل أو قول يخلى اصحابها والناس يعرفوا انها بتعمل حاجات مفيدة ولها معنى وقيمة لانهم بيلوموا عليها انها ولا حاجة بتعملها أو بتقولها صح فاعتذر منها الشيخ وتعلل انه كمان عنده مشكلة ومحتاج اللى يساعده فى حلها وانه مش فاضى ولكن وعدها انه أول ما ينتهى من حل مشكلته وضائقته يساعدها فى حل مشكلتها ثم سألها ان كانت تستطيع ان تساعده فى حل مشكلته ولا لا
 فسألته  ازاى تقدر تساعده فحكى لها انه فى ضائقة مالية ومحتاج  لبيع الخاتم الذى فى يده وطلب منها عرضه فى المدينة ولا تبيعه بأقل من سبيكة ذهبية
 وفعلا طارت سمسمة  على المدينة وقبل وصولها للسوق وجدت بعض التجار فعرضته عليهم للبيع فكان بعضهم يضحك والبعض الاخر يدارى وجهه ويسخر منها ولكن واحد منهم فقط وقف معاها وقالها ان سبيكة ذهبية كتير جدا عليه وانه ممكن يعطيها سبيكتان فضيتان ثمنا للخاتم فرفضت سمسمة  انها تبيع الخاتم
 ورجعت  سمسمة  للشيخ وقالتله ان الخاتم لم يساوى الا سبيكتان فضيتان بس فصمت الشيخ فترة وفكر ثم قال اذن حتى لا نضل ينبغى علينا اننا نعرف ثمن الخاتم الحقيقى ومن هنا نستطيع بيعه
وطلب منها الذهاب الى الصائغ لمعرفة ثمن الخاتم وهو فى اطراف المدينة وهورجل تقى يخاف الله ومؤكد هيقول على ثمنه الحقيقى
 وفعلا ذهبت سمسمة  للصائغ واعطته الخاتم وبدأ الصائغ فى اختبار الخاتم ثم نظر اليها وقال ...قولى للشيخ انى لا استطيع منحه فى الخاتم أكثر من 58 سبيكة ذهبية صرخت سمسمة  بدهشة 58 قطعة !!!!مش ممكن   !!  مستحيل فرد الصائغ ....لو كان لايحتاج للنقود فورا ..وإذا اننتظرنا قليلا ..من الممكن ان يصل الى 60 سبيكة ذهبية فجرت سمسمة  بسرعة للشيخ وهى لا تستطيع اخذ انفاسها لتحكى له وتبشره برد الصائغ ضحك الشيخ ....قال وهو يضع الخاتم مرة اخرى فى اصبعه انت ياسمسمة  ...مثل هذا الخاتم  ..فى يوم ما سيأتى من يعرف قدرك الحقيقى
وانا باقولك انه مش 60 او 600 سبيكة ذهب ،،،انت تستاهلي روحي وهي قليلة جدا عليك

الجمعة، 1 أبريل 2011

برغم جميع خلافاتنا .....للشاعر فاروق جويدة

برغم جميع قراراتنا .. بأن لانعود .. برغم العداء .. برغم الجفاء  برغم البرود .. برغم انطفاء ابتساماتنا .. برغم انقطاع خطاباتنا  .. فثمة سر خفي .. يوحد مابين أقدارنا
 
ويدني مواطئ أقدامنا .. ويفنيكِ فيّ  .. ويصهر نار يديكِ بنار يديّ .. برغم جميع خلافاتنا  .. برغم اختلاف مناخاتنا  برغم سقوط المطر 
برغم رتابة ساعاتنا . برغم الضجر .فلا زلت أؤمن أن القدر
 
يصر على جمع أجزائنا.. ويرفض كل اتهاماتنا .. برغم خريف علاقاتنا. برغم النزيف بأعماقنا..وإصرارنا على وضع حد لمأساتنا.. بأي ثمن.. برغم جميع ادعاءاتنا
 
بأنيَ لن
 
وأنكِ لن
 
فإني أشك بإمكاننا
 
فنحن برغم خلافاتنا
 
ضعيفان في وجه أقدارنا
 
شبيهان في كل أطوارنا
 
دفاترنا .. لون أوراقنا
وشكل يدينا .. وأفكارنا
 
فحتى نقوش ستارتنا
دليل عميق
 
على أننا
رفيقا مصير .. رفيقا طريق
 
برغم جميع حماقاتنا