اخبار المدونة

السبت، 25 يونيو 2011

لا تجعلوا من أنفسكم مكباً للنفايات


يقول الله تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " "فصلت (34)"
اخبرني صديق أثق في صدقه ودماثة خلقه وقراءته الصحيحة للأحداث والصور التي تتراي أمام عينيه يقول صديقي ...ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي"الأجرة". وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح... انطلقت سيارة م...ن موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا.
وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصدم بتلك السيارة.
الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى "الأحمق" أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا.
فما كان من سائق التاكسي إلا أن كظم غيظه ولوح له بالأعذار والابتسامة !!!. { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ }.
استغربت من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صدام ؟
هنا لقنني سائق التاكسي درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة شاحنة النفايات
قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوام النفايات " المشاكل بأنواعها ، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل" وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب ، فلا تجعل من نفسك مكبا للنفايات. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك ، وادع الله أن يهديهم ويفرج كربهم. يقول صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ كَظَمَ غَيظاً ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ )) رواه أَبو داود والترمذي
وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت ، أو في الطريق.
يقول أحد الحكماء كنت أسير في الطريق ولسبب ما قال لي رجل يا حـمار فابتسمت لأن الله خلقني إنسان وهو يراني حمار فلم اكترث لما قال.
أما بالنسبة لكم فحافظوا على أنفسكم في مزاج حسن و استمتعوا بيومكم بل بأيامكم جميعها مهما صادفتم من سلوكيات غريبة وغير مبررة ممن حولكم.
لا تجعلوا من أنفسكم مكباً للنفايات



الأربعاء، 22 يونيو 2011

أختار أجمل الغرف التي سنعيش فيها

جلست الأم ذات مساء تساعد أبناءها في مراجعة دروسهم.. وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عما تقوم به من شرح ومذاكرة لإخوته الباقين
وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبنى في فناء البيت .. وكانت تقوم بخدمته ما أمكنها ذلك والزوج راض بما تؤديه من خدمة لوالده والذي كان لا يترك حجرته لضعف صحته
أسرعت بالطعام إليه ..وسألته إن كان بحاجة لأية خدمات أخرى ثم انصرفت عنه . عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ...لاحظت أن الطفل الصغير يقوم برسم دوائر ومربعات ويضع رموزاً .. فسألته:ما الذي ترسمه ياحبيبي؟
أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر وأتزوج .
أسعدها رده.وقالت أين ستنام ؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم .وهذا المطبخ ..وهذه غرفة الضيوف ..وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت ..وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف .
فتعجبت ..وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت ؟ منعزلة عن باقي الغرف؟
أجاب : إنها لك سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدي الكبير .
صعقت الأم لما قاله وليدها !!
وأخذت تسأل نفسها...:
هل سأكون وحيدة خارج البيت في الفناء دون أن أتمتع بالحديث مع ابني وأطفاله .؟؟؟!!!! وآنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة ؟؟؟؟ ومن سأكلم حينها ؟؟؟ وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربعة جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً؟.؟؟؟
أسرعت بمناداة الخدم ..ونقلت بسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع ..وأحضرت سرير عمها ( والد زوجها ) ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الفناء ..
وما إن عاد الزوج من الخارج حتى فوجئ بما رأى ، وعجب له . فسألها : ما الداعي لهذا التغيير؟ ! .
أجابته والدموع تترقرق في عينيها: إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا و أنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركة وليبق الضيوف في غرفة الفناء.
ففهم الزوج ما قصدته وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهم ويبتسم بعين راضية

السبت، 18 يونيو 2011

عامل الناس بطبعك لا بطباعهم


جلس عجوز حكيم على ضفة نهر .. وراح يتأمل في الجمال المحيط به فلمح عقرباً وقد وقع في الماء .. وأخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق ؟!
قرر الرجل أن ينقذه .. مدّ له يده فلسعه العقرب .. سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم .. ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه .. فلسعه العقرب .. سحب يده مرة أخرى ...صارخاً من شدة الألم .. وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة ..
وعلى مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث .. فصرخ الرجل: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية .. وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟!
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل .. وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب ..
ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني .. من طبع العقرب أن "يلسع" ومن طبعي أن "أُحب واعطف"، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي
عامل الناس بطبعك لا بطباعهم مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التى تحرجك وتؤلمك فى بعض الأحيان ولا تأبه لتلك الأصوات التي تتعالى حولك طالبه منك ان تترك صفاتك الحسنه لان الطرف الأخر لا يستحق تصرفاتك النبيلة .
في كثير من الأحيان نندم علي معاملتنا للناس نظن أنهم لا يستحقون معاملة طيبة
ولكن هذا الندم غير صحيح فنحن ينبغي أن نعامل الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم

الجمعة، 17 يونيو 2011

لا يمل الله حتى تملوا





ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج ، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت الذي أخرج منه ، ولا فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا ، فلم يجد له مأوى غي...ر من يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام ، وخرجت أمه ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي ، أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت
فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة.
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها"
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به.
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها.
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال: يكتب عليه , قال: ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال: فيعود فيذنب، قال: يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه,قال : فيعود فيذنب ، قال :يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا
وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود, ثم يستغفر ثم يعود ,
فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار
إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب
آللھمَ إنّ يــومْ آلجمعه أحـَبّ آلٱيآمَ إليك
فلا تَدع شَمـسْ آلسَبْتّ تَشرِقْ
إلٱ ۆ قَدّ گتبَتّ لنْآ مَغفِرھّ لٍذنَۆبِنآ ۆ إزآحَھ لٍهمٌۆمٍنآ ۆ تَفرْيَجاً لگٍرْۆبِنَآ
ۆ شٍفَآءً لٍمَرْضٍآنآ ۆ رحَمْة لٍمَۆتٍآنآ
و سًعَآدْھَ تَغمٍرْ قٌلۆبٍنـا
جمعة مباركة ونفعنا الله بما نقول ونسمع ونقرء


الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أشعة الحب هي الوحيدة القادرة على قتل ميكروبات كل الأمراض العصرية


حبيبتي  لا تزال بداخلها روح الشباب والمرح وحب الحياة  والرغبة في الاستمتاع بكل ما هو جميل وطيب فيها ، لديها قلب ملائكي يعرف كيف يحب ، كيف يعطى ،كيف يسعد من يحبه  ومنهجها في الحياة السعي ان ننجح في أن ندرك ما فاتناتنا ، فالحب الحقيقي وحده هو القادر على إذابة كل تعب وعناء السنين مهما كان حجمه ، هو القادر على الرجوع بنا لا فقط لمرحلة الصبا بل إلى مرحلة الطفولة البريئة ،حيث نرى كل شيء بعيون مختلفة عيون تري كل شيء رائع وجميل ، وبقلب يخفق لكل همسة حب صادقة، ولكل لمسة حانية . . الحمد لله ان وهبني  صاحبة هذا القلب . حيث أن فلسفة الحياة لا تكمن في أنها مجرد استمرار بقدر ما هي بحث عن لحظة حب وليس صعب على أي إنسان أن يضحي بينما الصعب هو أن تجد في هذا الزمان بكل متغيراته من يستحق التضحية قد تلتقي لأول مرة بإنسان  فتشعر أنك تعرفه العمر كله وتتوهم أنك قد التقيت به من قبل فالأرواح تتعارف وتتصافح قبل الأيدي وقبل العيون،، أحيانا يبدأ الحديث بينكما فتشعر أنك سمعت هذا الكلام من قبل ولكن لا تعرف متى ..؟ أين ؟ تكون على ثقة كاملة أنك شاركت في هذا الحديث من قبل بكل تفاصليه تعرف كل ما سوف يقوله الطرف الآخر قبل أن ينطق هو  به!! إن أجمل ما في الحياة هو أن تجد إنسان يشبهك روحا له نفس أحسا سك وعواطفك، أحلامه تتطابق تماما مع أحلامك يفضل نفس الألوان التي تفضلها ، يحب الاستماع إلى نفس الأغنية المفضلة لديك .. إذا وجدت هذا الإنسان فلا تتنازل عنه أبدا فنحن الآن في زمن ضاع الحب فيه في الطرقات نبحث عنه فلا نجده إلا في قصائد الشعر التي كتبت في العصر الذي فات لا تتنازل واترك  كيوبيد  الحب يفعل ما يشاء وعش قصة حب افلاطونية روحانية قصة غرام جديدة .. لا سرقة ولا اقتباس فيها.. فأشعة الحب هي الوحيدة  القادرة على قتل ميكروبات كل الأمراض العصرية من الكراهية والحقد و الاكتئاب والتوتر النفسي وعدم الاستقرار أن الحب لديه القدرة الفائقة على جعل الاثنين متشابهين في السلوك والتصرفات وكذلك في رد الفعل

الأحد، 12 يونيو 2011

الموهبة الضائعة



كان هناك رجلاً أنيقاً للغاية، يشهد له الجميع بالذوق والرقيّ في التعامل.
وذات يوم وقف ليشتري بعض الخضروات من المحل الموجود في واجهة منزله، أعطته البائعة العجوز أغراضه وتناولت منه ورقة من فئة العشرين دولاراً ووضعتها في كيس النقود.. لكنها لاحظت شيئا!!
 لقد طبعت على يدها المبللة بعض الحبر، وعندما أعادت النظر إلى العشرين دولاراً التي تركها السيد الأنيق، وجدت أن يدها المبتلة قد محت بعض تفاصيلها، فراودتها الشكوك في صحة هذه الورقة؛ لكن هل من المعقول أن يعطيها السيد المحترم نقوداً مزورة؟ هكذا قالت لنفسها في دهشة!
 ولأن العشرين دولاراً ليست بالمبلغ الهين في ذاك الوقت؛ فقد أرادت المرأة المرتبكة أن تتأكد من الأمر، فذهبت إلى الشرطة، التي لم تستطع أن تتأكد من حقيقة الورقة المالية، وقال أحدهم في دهشة: لو كانت مزيفة فهذا الرجل يستحق جائزة لبراعته!!.
 وبدافع الفضول الممزوج بالشعور بالمسئولية، قرروا استخراج تصريح لتفتيش منزل الرجل. وفي مخبأ سري بالمنزل وجدوا بالفعل أدوات لتزوير الأوراق المالية، وثلاث لوحات كان قد رسمها هو وذيّلها بتوقيعه.
المدهش في الأمر أن هذا الرجل كان فنانا حقيقيا، كان مبدعا للغاية، وكان يرسم هذه النقود بيده، ولولا هذا الموقف البسيط جدا لما تمكن أحد من الشك فيه أبداً.
والمثير أن قصة هذا الرجل لم تنتهِ عند هذا الحد!
لقد قررت الشرطة مصادرة اللوحات، وبيعها في مزاد علني، وفعلاً بيعت اللوحات الثلاث بمبلغ 16000 دولار؛ حينها كاد الرجل أن يسقط مغشيا عليه من الذهول، إن رسم لوحة واحدة من هذه اللوحات يستغرق بالضبط نفس الوقت الذي يستغرقه في رسم ورقة نقدية من فئة عشرين دولاراً!
لقد كان هذا الرجل موهوباً بشكل يستحق الإشادة والإعجاب؛ لكنه أضاع موهبته هباء، واشترى الذي هو أدنى بالذي هو خير.
وحينما سأل القاضي الرجل عن جرمه قال: إني أستحق ما يحدث لي؛ لأنني ببساطة سرقت نفسي، قبل أن أسرق أي شخص آخر!

تذكر :

أكثر الأكاذيب شيوعاً هي أكاذيبنا على أنفسنا..
أما الكذب على الآخرين فهو عادة استثنائية



السبت، 11 يونيو 2011

الامام احمد بن حنبل والخباز


يروى أن الإمام أحمد بن حنبل خرج ذات يوم من مدينته قاصداً إحدى القرى المجاورة التي تبعد عن مدينته مسيرة يوم كامل ، وذلك طلباً للعلم ، لم يصل إلى تلك القرية إلا وأعياه التعب  فقد ظل يسير على قدميه منذ الفجر وحتى دخل القرية في وقت صلاة العشاء ، فدخل المسجد و صلى العشاء مع الجماعة ، وبعد أن انقضت الصلاة لم يشعر بنفسه من شدة التعب فغط في سبات عميق ، لم يبق في المسجد سوى الإمام أحمد ، وعندما شاهده حارس المسجد حاول إيقاظه و إخراجه من المسجد و لكنه لم يشعر به ، وقد كان الإمام نحيل الجسم ضعيف البنية فجره و أخرجه من المسجد و وضعه على عتبة أمام بيت خباز تلك القرية .
كانت القرية صغيرة فبيت الخباز و السوق بجوار المسجد ، خرج الخباز من بيته ، ففوجئ بشخص أمام بيته ، فعلم أنه غريب عن القرية ، ولاحظ علامات التعب و الإرهاق بادية على وجهه ، فأدخله إلى بيته ليؤدي واجب الضيافة ، في هذه الأثناء استيقظ الإمام أحمد من نومه ، وسلم على الرجل ، بعدها انطلق الخباز ليضيفه ، فأخذ يعجن و يخبز ، ولم يفتر لسانه عن الاستغفار ، والإمام أحمد ينظر إليه بتعجب ، وبعد أن انتهى من عمله أحضر الخبز له ، وقبل أن يأكل الإمام قال للخباز: " أراك طوال عملك تستغفر بلا فتور، فهل وجدت ثمرة للاستغفار جعلتك تداوم عليه ؟ " ، فقال الخباز: " منذ أن لازمت الاستغفار و أنا لم أدع الله دعوة إلا و استجابها لي ، إلا دعوة واحدة أدعو الله بها دائماً و لم تتحقق لي إلى الآن " ، فقال الإمام: " أخبرني بها حتى أدعو أن يحققها الله لك " ، فقال الخباز: " إني أدعو الله أن يجمعني بالإمام أحمد بن حنبل حتى أستفيد من علمه قبل أن أموت " – وقد كانوا يسمعون عن الإمام أحمد و عن علمه ، و لكن لقلة وسائل الاتصال في ذلك الزمن لم يلتقوا به – في هذه اللحظة بكى الإمام أحمد و قال للخباز:
" والله لقد جُررت إليك جرا " ..
فسبحان الله ، الذي لم يضيع عمل ذلك الخباز و حقق له ما أراد ..
فيا من أصابتكِ الهموم ، و تكالبت عليكِ الغموم ، و ضاقت عليكِ الأرض بما رحبت ..
يا من غرقت في المعاصي و وشغلتك بالدنيا عن الدين ..
يا من دعوتِ الله مرارا ، و لم يُستجب لك ، و أوشكتِ أن تقنط من رحمته سبحانه ..
يا من شكوت همك لمن لا يملك لكِ ضراً ولا نفعا .. يا من ارهقتك هموم العمل و ضغوط الدراسة ..
هلا .. أفقت من سباتك ، و واستغفرت  الغفور الرحيم ..
أما علمتِ أن لك رباً كريماً لا يبخل يقول في محكم كتابه: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا)
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ) رواه أبو داود

الأربعاء، 8 يونيو 2011

خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
 قال عمر: ما هذا
 قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال امير المؤمنين للرجل : أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
 قال امير المؤمنين : كيف قتلتَه ؟
 قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات...
  قال عمر : القصاص .... الإعدام
ملاحظة : قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ، على حساب شرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه
 قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم  بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا 
 قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟   سكت الناس جميعا
تذكر :إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه  وهي كفالة ليست على عشرة ريالات، ولا على أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف .. ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
 فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك  أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت عمر إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟ قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين  أنا أكفله قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا !
قال عمر : أتعرفه ؟ 
 قال أبو ذر الغفاريّ: ما أعرفه ،
 قال عمر : كيف تكفله ؟
 قال أبو ذر الغفاريّ: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء الله
 قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال أبو ذر الغفاريّ : الله المستعان يا أمير المؤمنين ..
 فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله  وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .... وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر نادي في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر الغفاريّ وجلس أمام عمر ،
قال عمر لأبو ذر الغفاريّ: أين الرجل ؟
 قال أبو ذر الغفاريّ : ما أدري يا أمير المؤمنين ! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان... وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!  
قال الرجل : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
 فقال أبو ذر الغفاريّ : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....  جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته  وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك .. وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....
قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
 وجزي الله خيرا  للذين نقلوا لنا هذه الرواية  وجزي الله خيرا للذين سينقلونها للآخرين

الجمعة، 3 يونيو 2011

الخوف كالفيروس الذى لا يستطيع العيش بعيداً عن العقول





بدا المشهد طبيعياً تماماً .. جاموسه وحشيه صغنتوته ترعى على حافة البحيره يتربص بها ستة أسود جائعه .. يهجم الأسود على الجاموسه بشكل مباغت يشل حركتها لتصبح رقبتها فى خلال ثوانى معدوده بين فكى أحد الأسود و ليصبح فكها نفسه بين فكى أسد آخر مما يقلل من فرص نجاتها أكثر .. فهى إن نجت من الموت عن طريق تمزيق أوردة الرقبه لن تنجو من الموت عن طريق الإختناق و عدم القدره على التنفس .. و هكذا أصبح كل ما يتبقى أمامك كمشاهد هو متابعة ما يحدث إنتظاراً للحظه التى تتوقف فيها الجاموسه الوحشيه عن الفلفصه لتبدأ الأسود بعدها فى تناول وجبتها الدمويه .. و ليلبى كل حيوان فى الغابه نداء الطبيعه الذى خلق ليؤديه و الذى إعتدنا منه على أن الأسد خلق ليأكل الجاموسه .. و على أن الجاموسه خلقت ليأكلها الأسد !
ظل المشهد طبيعياً حتى بعد خروج تمساح ضخم من الماء جاء هو الآخر ملبياً نداء الطبيعه و شادداً  الجاموسه الصغيره من ذيلها إلى الماء ومحاولاً إختطاف الفريسه من الستة أسود التى تمسك بها .. و على الرغم من غرائبية و عجائبية وقسوة المشهد إلا أنه ظل طبيعياً تماماً حتى تلك اللحظه .. جاموسه وحشيه صغيره أوقعها حظها السىء بين شقى رحى  ستة أسود على البر يقبضون بأفكاكهم على رقبتها و رأسها .. و تمساح فى الماء يقبض بفكه الضخم على أسفل ظهرها صراع قاسى لا تملك معه سوى إنتظار معرفة من سوف يظفر بالفريسه فى النهايه .. الأسود ولا التمساح
إستمرت لعبة شد الحبل تلك لعدة ثوانى أخرى إستطاعت الأسود بعدها حسم الصراع لصالحها و انتزاع الجاموسه من بين فكى التمساح ليعود إلى الماء كمن أدى مهمته الموكله إليه و المتمثله فى تأخير الأسود شويه حتى حدوث شىء ما لا يعلمه أحد حتى تلك اللحظه !
و فجأه .. و بينما تتأهب الأسود لتناول وجبتها يحدث ما لم يكن أحد يتوقعه و ما لم تكن الأسود تتوقعه و ما لم تكن الجاموسه الوحشيه الصغنتوته نفسها تتوقعه و ما لا يتفق مع قوانين الطبيعه التى نعرفها جميعاً .. تهدر الأرض تحت وطأة حوافر كثيره لقطيع ضخم من الجاموس الوحشى جاء مقرراً إنقاذ تلك الجاموسه الصغنتوته من بين أنياب و مخالب الأسود الغشيمه .. تنطلق جاموسه شجاعه لتنطح أحد الأسود .. تتشجع بعدها جاموسه أخرى فتنضم إليها لتطيح بأسد آخر فى الهواء .. تفلت الأسود الباقيه الجاموسه الوحشيه لتنطلق أمام أعيننا و تنضم إلى باقى القطيع بدون أن يمسسها سوء .. و على الرغم من أن إنتهاء المشهد على مثل ذلك النحو فى حد ذاته يعد عجائبياً تماماً .. إلا أن قطيع الجاموس قرر أن يدهشنا أكثر فأخذ فى مطاردة و مهاجمة الأسود بحيث أصبح الأسد الذى كان منذ بضع دقائق فقط عامل فيها ميت راجل فى بعض أشبه بأرنب مذعور تتقاذفه نطحات الجاموس الغاضب إلى أعلى ليهبط إلى الأرض أكثر ذعراً و ارتعاباً و رغبةً فى الهرب !
كانت تلك هى تفاصيل الفيلم الوثائقى البسيط صاحب نسبة المشاهده الأعلى على اليوتيوب فى أواخر العام المنصرم .. و الذى تحدث عنه أحد مصورى قناة ناشيونال جيوجرافيك على مثل ذلك النحو : "لقد قضيت عشرين سنه من حياتى أراقب و أصور الحياه البريه من شتى بقاع الأرض و لكنى للأسف لم أحظى بالتواجد فى موقع الحدث فى تلك اللحظه المثاليه العبقريه .. و لكن المهم أننا قد شاهدناها " .. ذلك الفيلم تم تصويره بكاميرا عاديه لسائح شاءت له الأقدار أن يتواجد فى هذا المكان بالذات فى ذلك الوقت بالذات لمشاهدة ذلك الكسر لموازين القوه و الطبيعه التى كبرنا و نحن نظن أنها هى الحقيقه النهائيه .. شاءت له الأقدار أن يتواجد فى تلك اللحظه بالذات لإيصال رساله سماويه إلى أهل الكوكب مفادها أنه Impossible is Nothing و أنه ليس هناك مستحيلاً على ذلك الكوكب الملعب سوى فى خيالاتنا فقط .. أما على أرض الواقع .. فليس سوى أن تريد ..
ما الذى دار فى دماغ قطيع الجاموس البرى الذى قرر الهجوم على الأسود؟! لم يدر فى دماغه أى شىء لسبب بسيط جداً  أن أفراده لا يمتلكون عقلاً .. كل ما حدث لذلك القطيع هو الإصابه بحاله مؤقته من التخلص من الخوف دفعتهم إلى الثوره على قانون الغابه الأزلى .. و نطح الأسود !
ما الذى أصاب الأسود ليجعلهم يتراجعون أمام هجوم قطيع الجاموس على الرغم من أنه جرى العرف على أن القطيع هو من ينبغى أن يهرب من أمام الأسود؟! أصاب الأسود عكس ما أصاب قطيع الجاموس .. أصابتهم حاله مؤقته من الشعور بالخوف دفعتهم إلى نسيان قانون الغابه و الهرب كالأرانب المذعوره !
هل تظل تلك الحاله المؤقته من التخلص من الخوف .. مؤقته ؟! لأ طبعاً .. و هنا يكمن التغيير الحقيقى .. فبعد أن يكتشف قطيع الجاموس البرى أن بإمكانه الإطاحه بالأسد .. و بعد أن يكتشف الأسد أنه لا يملك فعل شىء أمام ثورة قطيع غاضب من الجاموس البرى .. بعدها سوف تختلف الأمور تماماً .. لتتملك أرواح الأسود أجساد الجاموس البرى بينما تتملك أرواح الأرانب أجساد الأسود .. و عندها .. يصبح الجاموس البرى الذى تخلص من خوفه أشبه بالأسد .. بينما يصبح الأسد الذى تملكه الخوف أشبه بالأرنب .. و عندها تعيد الطبيعه تشكيل نفسها تبعاً لأرض الواقع الفعلى .. تماماً كما حدث منذ عدة قرون سحيقه مع الكائن الأضعف على ذلك الكوكب .. الإنسان .. الذى أخضع الوحوش المفترسه و موارد الأرض الطبيعيه جميعها لسطوته ليعيد بالتدريج تشكيل موازين القوى على سطح ذلك الكوكب .. لهذا عندما حدث خلل بداخل الجنس البشرى نفسه كان طبيعياً تماماً أن تعيد الطبيعه تشكيل نفسها مره أخرى لتصبح من كنا نظنها الفئه الأضعف بين جنسنا البشرى .. ألا و هى فئة الشعوب .. هى الفئه الأقوى و الغالبه على من كنا نظنها الفئه الأقوى بين جنسنا البشرى .. ألا و هى فئة الساده الطغاه .. أصحاب الفخامه والجلاله والتناحه و الغتاته والسمو .. والمرض النفسى !
إذن .. ما هى الحكمه النهائيه المستفاده من تلك الحته الدراميه من السكريبت السماوى ؟! أن نعلم أن الخوف كالفيروس الذى لا يستطيع العيش بعيداً عن العقول .. الخوف ليس له أجنحه .. هو بحاجه دائمه إلى عقل ليستوطنه .. لهذا عندما نطرد الخوف من عقولنا .. لن يرفرف فى الهواء فوق رؤوسنا انما ينتقل الي رؤوس خصومنا  وهذا ماحدث بالفعل في 25 يناير 2011
مبروك ياوطن