اخبار المدونة

السبت، 2 مارس 2013

الشياطين يتغامزون دومًا



يلاحظ أن هناك كثير من القضايا التي تطفو على أسطح الترديد والتكرار، و يصاحبها صخب أو ضجة  وتطرح في وسائل الإعلام وخصوصا بعض الصحف الورقية المتخصصة في شئون الافتعال والإشعال " والمملوكة لرجال اعمال مشبوهين يملكون الفضاء ايضا " تجدها قضايا مفتعلة.. فنجد جعاجعة الكتّاب المنتمين للتيارات التغريبية، والتموجات الليبرالية، والتحزبات العلمانية، والجماعات التحررية، يتغامزون في لحظة، فتبدأ الاشارات والايميلات ، والغمزات، واللمزات، والهمزات، و التكتكات.. فكل في زاويته وعموده الصحفي فيتلقفون القضية بالكتابة، والتحليل، والتطويل، والتهويل.. وتكون صافرات الإنذار تملأ فضاءات الاعلام الفاسد ، فتزداد نبضات قلوبهم، وومضات عقولهم فيبدأ التغامز بقوة.. فيصطف الطابور أول بأول ثم تبدأ الهجمات الكتابية، والمناورات الفضائية.. الموضوع هو ذاته، و المحور واحد، و السلاح  متعدد، والعبارات متنوعة، والكلمات مختلفة، و الأسماء معروفة، والأفكار متكررة، و الأهداف مرتبة
إن الملفت حقا والذي يعتبر خارج العمل الصحفي المهني الاحترافي هو تكرار طبيعة ونوعية ما يكتب ويناقش بالفضائيات ، وتأطير ما يطرح، وتكريس مضامين مقالات تنشر في عدد واحد لكتاب مختلفين عن قضية محددة. ومن ثم تجد رواجا ممنهجا ليلا كوجبة دسمة ببرامج التوك شو ، فكيف يفوت على المواطن البريء مثل هذا التكرار الذي يضعف المادة الصحفية؟ نعم أن حمى الحملات انتقلت إلى بطون الصحف؟ ما معنى هذا التكثيف والتكرير؟ هل الناس لا تفهم والتكرار يفيد؟ هل عشق ثقافة الإطاحة، ومفهوم الإسقاط سحر هؤلاء ليعاكسوا الخير والمعروف، ومن ثم مسايرة الأهواء الفارغة، و خدمة الباطل المزهوق، وإشاعة الفتن.. موضوعات زواياهم لا تخرج عن فشل تيار الاسلام السياسي في ادارة البلاد .. فهل فشل الاسلاميون حقا .. فلا يفوتهم شبه خبر,أو مقولة،أو فتوى, أو رأي، أو اتصال في برنامج إلا وتجدهم يشرأبون، وتثير ثائرتهم، و تشعث وجوههم، وتتغير ألوانهم فلديهم صيدا ثمينا.. في زعمهم البائس، وظنهم العقيم أنه يمثل السبق الصحفي، والإثارة الإعلامية يتناسب و أهداف تياراتهم، ويتماشى مع خطط الإطاحة والإسقاط
الشياطين يتغامزون ليس عنوان فيلم جديد؛ بل هو مسلسل محلي إعلامي صحفي تم حبكته وصياغته وتكراره ، يعرض بــ ترتيب ومواعيد مسبقة، بالاضافة الي ان نداءه الفوري هو الغمز، والإشارة، والاتفاق.. هو مسلسل بدون حلقات محددة فهو كل فترة له حلقة تهتم بقضية مهينة يكون فيها استنفار كبير لطرحها.. هو مسلسل ليس اجتماعي ولا كوميدي بل هو ذو نمط جديد لم نعرفه قبلا ولم تعهده بلادنا لأنها متحدة ومتماسكة.. لكن  أهداف طاقم المسلسل، والمملون المنتجون يعرفهم غالب المجتمع.. سيناريو هذا المسلسل هو تضافر المجموعة المتغامزة،وتكريس الطرح، وتحوير الأفكار، وحشو المعاني بغير حقيقتها، والدخول في النيات، و تحميل الأقوال ما لا تحتمله.. ومؤثراتهم الصخب والضجة المستمرة, والتضخيم المطول، والتطبيل المهوَل.
الشياطين يتغامزون هي للأسف حقيقة إعلامية مؤلمة كحقيقة وجود القنوات الماجنة والمنحرفة، وهو واقع مزعج وفوضوي في بعض الصحف يظهر فجأة ليحرق الصور الجميلة في مجتمعنا وغايته ان يقول للمواطن  أن هناك واقع ملئ بالشقاق والنكد.. يكتب هؤلاء السردابيون وأولئك المنخفضون بلا أخلاق ولا أدب.. ولا يقبلون أن يقال، أو يطرح رأي ويرفضون النقاش،أو الحوار، أو الرأي الأخر  يريدون لأنفسهم حصانة لرؤاهم، وأطروحاتهم،وأفكارهم ويرغبون في التعدي على مبادئ وحجج الدين القويم، وكسر رؤى الأخر، وقتل أفكار الغير، وخلخلة وحدة المجتمع
ختام القول:
إن ظهور مثل هذا التغامز وتلك الحملات الموجهة نحو قضايا معينة توافق أهواء شيطانية ، و ترك مثل تلك التجاوزات الإعلامية التي عبثت بالدين وشعائره، و اخترقت مواثيق الوطنية والانتماء الحقيقي, وكسرت أخلاقيات الصحافة المضيئة من خلال اللعب بنار الجدليات في الدين   أو ما ينتمي إليها حيث يكون المتغامزون يمرحون  ويسرحون بكتاباتهم في كل اتجاه بدون حسيب ولا رقيب حقيقي.. كل ذلك ادي للاسف الشديد يؤدي إلى تشعيب المجتمع، و احتقان الكثير، وحدوث صراعات فكرية، وتنازعات تيارية  تضعف الترابط الاجتماعي، وتثير الفتن أكثر.. فلا بد من وقفة وئام مسئولة.. وكف الأقلام الرخيصة.. وضبط هؤلاء بحساب، ومحاسبتهم بضبط
منقول من مقال تحليلي عن فساد الاعلام وشياطين الاعلام للكاتب عبد العزيز اليوسف