اخبار المدونة

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رسالة عتاب من حواء .....اليك


الى ) ابن عمي ( العزيز......
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليك أكتب...
بعد أن قارب عمري العُشر الأخير من الثلاثينات .
كتبت إليك ...
يوم أن غاب وميضُ الأملِ في ظهورِ فارسٍ يعفُني ، ويؤنس وحشتي .
واللهِ ...
إني لأعلم أن هذا القضاء هو خيرٌ من عند الله ،
لكنني برسالتي هذه
أكون قد سلكتُ أسباب النجاةِ من فك العنوسةِ المفترس !
أنا يا عزيزي..... وكثيرٌ من الفتيات اللاتي مثلي ، قد لا نتزوج أبداً
أتعلم لماذا ؟
لأن السوادَ الأعظمَ من الرجالِ يتطلعون إلى الكمال في الزوجة
نعم يا بن عمي ....
ليس لدى الرجل منهم رغبةً في التضحية من أجل إسعادِ شخص آخر
قل لي بربك ...
من سيتزوج
من فتاة مثلي ( عرجاء ) ؟
من سيتزوج
من فتاة مثل صديقتي سميره (المتينة(
أو عزيزة (العمياء(
أو جميله ( المطلقه(
أو صفاء(السمراء(
أو رحمة ( المعاقة (
أو فاطمه ( الأرمله أم اليتامى ( أو.........؟
أنا متأكدةٌ أنه لا رجل يرضى ذلك لنفسه إلا القليل ..القليل منهم
بينما لو أُبتلي احدهم ببنات أو أخوات مثلي وصديقاتي
لتمنى من يأتي ليحمل الهم عنه وعنهن ويخفف من معاناتهن !!!
إني والله....لأعتب عليك !
أن تُعد إبنةُ عمكَ من الفتياتِ ( العانسات (
وانت تمشي بين الرجال مرفوع الهامة
إبن عمي الغالي ...
هل تعلم لما اخترتك أنت بالذات ؟ ووجهت إليك عتابي!!!
لأنك
أنت الأقرب بعد والدي وإخواني ،
لأنك
ترثني إن مت يوماً ولم يكن لي ورثة
لانك
تشبهني كثيراً
فقد وقع الشبه بين دمي ودمك ، ولحمي ولحمك ، بل حتى عظامي
أشبه لعظامك
إبن عمي الغالي ....
نحن في زمنٍ
الصالح فيه كالقابض على الجمر
زمنٌ
كثرت فيه الفتن
زمنٌ
عمت فيه البلايا
زمنٌ
ساءت فيه الأخلاق
زمنٌ
ثارت فيه الشهوات
زمنٌ
تنوعت فيه السبل المحرمة لإشباع الرغبات .
)
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (
أيهاَ الغالي ...إني أعلم جيداً
أنني لو زللت يوماً في وحل الرذيلة ، والتيه
لاجتاحتني عاصفة غضبك
رغم أن علاجي كان بيدك بعد الله سبحانه . ولم تسقنيه !
سيدي ...
إبن عمي....
أخي .....
لا أريد أن احملك فوق ما تطيق
لكن
ما يضرك.... لو جعلتني الزوجة الثانية ، أو الثالثة .....؟
أتخشى
الفقر والرزاق سبحانه موجود ...
اتخشى
الخلافات الأسرية وأنت أسد جسور ...
أتخشى
من ذلك النقص الذي حباني الله إياه ! ....
إعلم يا عزيزي
أن من النساء من لاتكون سيدة كمال وجمال
لكنها
سيدةُ فراش !!!
سيدة طبخ وحسن تبعل
سيدة عشرة وحسن تدبير
لأنها علمت
بل أيقنت نعمة الزوج
أيقنت بقدر تلك الشمعة التي أضائت حياتها
ولن تسمح لنسمة هواء تكدر صفوها وتطفي لهبها
ليخيم الظلام ثانيةً
أخيراً ياعزيزي....
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا
أن يوصل ندائي إلى تجاعيد عقلك وعقل كل حُر مثلك
كما أسأله أن يعينكم على فعل الخير
وأن يسدد خطاكم لماقيه مصلحة المسلمين والمسلمات
أبنت عمك
)
حواء (