اخبار المدونة

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين


قال الله: "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين."

أقول إن الآية القرآنية وزعت الخطأ على كل الهرم الخطأ بدءا من فرعون رأس السلطة، وانتهاء بالجنود الذين يخيل إليهم أنها أوامر تلقوها ونفذوها، وليس عليهم جناح من فعل أي شيء، طالما كانوا أدوات.. يطيعون الأوامر.

والقرآن يقرن المسؤولية يوم القيامة بالفرد فلا تزر وازرة وزر أخرى، وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء، ولا ينفع المرء أقرب الناس إليه من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.

وفي هذا الإطار، تأتي أيضا قصة الإفك من سورة النور فهي توضح أيضا مسؤولية طائفة من الناس مع فارق الدرجة في الإثم، فكان القرآن في غاية الدقة حين قال إن الذين جاؤوا بالإفك (عصبة) منكم.

وبذلك لم يبق الموضوع مناطا بفرد، والعمل الإنساني في غالبه اجتماعي وهكذا، فالقرآن قال إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.
ومن الآية ينقلب مفهوم الشر، فالشر ليس شرا كاملا مطلقا، بل هو هرم متعدد الوجوه، بعضها خير.
والإجرام تقوم به عصابة، فمن أفرادها من تفتق ذهنه عن الفكرة، ومنهم من تولى التخطيط والتمويل، فتولى كبرها، وقد يكون أقلهم شأنا المنفذون وإن كانوا هم اليد العارية لإنفاذ الأمر.
والأنظمة السياسية تفعل بنفس القانون

وفي كتاب «العبودية المختارة»، نكتشف أن من يستبد في بلد ليس الحاكم بل حلقة داخلية، رهط من ستة أشخاص، وقد يكونوا تسعة كما ذكر القرآن:
"وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله" تأمل.. أقسموا بالله على قتل نبي الله.
وكل من جماعة الحلقة الداخلية له أتباع، والأتباع لهم أتباع، وبذا تتشكل الشبكة الجهنمية، ونهايتها في قبضة الطاغية.
مع هذا، فالقرآن يقول إن الشيطان ليس له سلطان إلا على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، ووصفة الخلاص ليست بقتل الطاغية بل بعدم طاعته فقط.. كلا لا تطعه واسجد واقترب.
الشعب كسر حاجز الخوف وقال لا..
الشعب ماض في ثورته حتى النهاية..
والظالم الأعشى ايا كان ستكون نهايته دموية كما كانت نهاية القذافي، فقد رسم كلاهما مصيره بريشة حمراء قانية لا تسر الناظرين.
أهدي هذا الحديث إلى كل ظالم عسى أن يفتح عينيه فيبصر، وأن يتعود تحمل المسؤولية وألا يلقيها على الآخرين، فهذا هو طريق الخلاص:
جاء في الإنجيل: ما أضيق الطريق الذي يوصل إلى الخلاص وقليلون هم الذين يسلكونه، وما أرحب الطريق الذي يقود إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يسلكونه.
يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا.
يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم.
يا عبادي: كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي: كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم.
يا عبادي: إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغروني أغفر لكم.
يا عبادي: إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا؛
يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا.
يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله عزّ وجلّ ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه.