اخبار المدونة

الاثنين، 25 أبريل 2011

التينة الحمقاء



وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ..... قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني..... عـندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها..... فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها.... و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر
لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر..... ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر
إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي..... فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر
ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ..... أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر
عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه..... فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً..... كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر
ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها..... فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر
مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به..... فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر

جسد إيليا أبو ماضي أخطار وأضرار الحمق المتحكم في نفوس بعض الناس في قصة شعرية تروي حكاية تينة حمقاء أنكرت وضعها واعتبرته مزريا فهي تتعب وتبذل جهدا والخير لغيرها فقررت وضع حد لهذا الأمر
وعاد الربيع واكتست الأشجار بأجمل أثوابها لاستقباله إلا هي فبقيت جرداء فاجتثها البستاني ورمى بها في النار تستعر .

فالفكرة العامة ان الغباء والحماقة تؤدي بصاحبها وتورده المهالك فغرور التينة وكفرها بالقدر واقرارها بالانعزال وترك العطاء جعل الفناء هو نهاية حمقها وغبائها  والهدف الاساسي والرئيسي من الابيات هو تربية الفرد ونزع الشر من نفسه ليصلح المجتمع .
وتميز اسلوب الشاعر هنا بانه سلس وعذب وعباراته واضحة قريبة من لغة التخاطب شديدة الإيحاء منها (اجتثها)توحي بعدم إبقاء الأثر فالبخيل والغبي يجب ان يجتث ولايكون له أثر في المجتمع (هوت)توحي بالعنف والقسوة والصوت القوي والألم الذي أحدثه السقوط وهي نهاية طبيعية لكل ظالم غبئ احمق يحب نفسه ويكره البذل والعطاء ،(يحتضر )توحي باللحظات الأخيرة للوداع   ، (غضة )توحي باللين والفتوة مازالت في ربيع العمر وهذا حال المعطاء دائما .
اما البيت الاخير فهي الحكمة كلها من لم يسخو بما تسخو الحياة به فانه احمق ونهايته هي الانتحار والموت .
كل عام وانتم بخير وصحة وسعادة وعطاء وبذل للخير
والصورة الاولي توضح حال التينة الذكية المعطاءة اما الصور بالاسفل فتوضح حال التينة الحمقاء  وسلام