اخبار المدونة

الأحد، 12 يناير 2014

كلمات لامست قلبي تستحق التأمل




"هيتَ لك"

تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام :

"هيتَ لك"

قال : معاذ الله

و كلمة "هيتَ لك" فيها من الجذب والإغراء و الفتنة ما يقود النفس الأمارة للاستجابة ، و لكن الله سلم وعصم و لطف .


و يا لمقامِ يوسف عليه السلام ، و قوته وصلابة عزيمته و جلالة نفسه يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة "معاذ الله"


و ياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن و تعرضت له الإغراءات أن يفزع إلى : "معاذ الله" ليجد الحفظ والصون والرعاية و يحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة "معاذ الله"

 فالدنيا بزخرفتها و زينتها تناديه : "هيت لك"


و المنصب ببريقه وطلائه يصيح : "هيت لك"


و المال بهالته وصولته يقول : "هيت لك"

و المرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها و تصيح : "هيت لك"

فمن ليس عنده "معاذ الله" ماذا يصنع ؟
و إن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، و إن الإغراء الذي لقيه لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة و في أمن الناس
لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب و جمال و شرف و مال و هي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، و رأى برهان ربه و نادى : "معاذ الله"
فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوى الغلاب ، فصار يوسف مثلا لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، و حفظ كرامته ، و صان عرضه .
و نحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ : "معاذ الله"

فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، و الأغنية الماجنة
كلها تنادي : "هيت لك"

و جليس السوء ، و الصاحب الشرير ، و داعية الزور ، و شاعر الفتنة كلهم يصيحون "هيت لك"

فإن وفّق الله و حصلت العناية ، و حلّت الرعاية صاح القلب ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك و حسن عبادتك .. يارب