اخبار المدونة

الأربعاء، 15 مايو 2013

الرجولة كما حددها القرآن





الرجولة كما حددها القرآن تخالف ما سبق الي الاذهان ، ومادرج وغلب علي فهم بني الانسان ، فقد حدد القران للرجولة شروطها ، وحد لها حدها ، وعرف لها رجالها
فالرجولة في القرآن اسم جامع لكل الشمائل ، ووصف شامل لكل الفضائل ، ترتفع الرجولة بالعبد الي مصاف الاصفياء ، وترتقي به في مدارج الاولياء ، من احياء واموات وشهداء
ضبط القرآن شروطها ، وحدد لها معالمها ، وحدثنا عن صفات اصحابها ، فذكرها ربنا بين دفتي المصحف الشريف ثلاث مرات ، مقرونة بصفات الطهر والطهارة ، والصلاح والعبادة ، صدق النية والقتال في سبيل الله والشهادة  ، وذكرها مرات اخر بصفة الذكورة   
ذكرها في سورة التوبة يصف بها عباده الطاهرين المتطهرين ، اهل مسجد قباء ، عمار مسجد الله  وهذه هي المرة الاولي وهي الرجولة مقرونة بصفات  الطهر والطهارة  فقال عز وجل ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّل يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ التوبة : 108 ، يتطهرون بالماء من النجاسات والاقذار ، كما يتطهرون من الذنوب بالتوبة والاستغفار ، رجال يحبون الله ويحبهم الله ، فهم الرجال وتلك صفاتهم كما حددها القرأن الكريم  
المرة الثانية  التي ذكر ربنا - جل جلاله – فيها الرجولة كانت بسورة النور ، وصف بها عبادا له ، لا تشغلهم الشواغل عنه سبحانه ، ولاتبعدهم منه - عز وجل – كلما ازدادت الشواغل ازدادوا منه قربا وله طلبا ، يغشون بيوت الله ويكثرون فيها ذكره مساءه وصبحه ، نهاره وليله ، يرفعون في بيوت الله اسم الله عز وجل – كل ذلك باذنه تبارك وتعالي – الجليل في ملكه ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) النور: 36، 37
رجال اصحاب همم وعزائم ، لا تجارة تلهيهم ولا بيع ، لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذها ، لا بيعها ولا ربحها ، مخافة يوم تتقلب فيه القلوب والابصار وهم يعرضون علي الواحد القهار  
المرة الثالثة التي وصف بها ربنا عباده بوصف الرجولة في سورة الاحزاب ، وصف لاشخاص تبوؤا تلك المكانة رجال صدقوا العهد ، وانجزوا الوعد ، صبروا ابتغاء وجه ربهم في البأساء والضراء ، وكانوا لعهدهم مع ربهم اوفياء ، كانس ابن النضر – رضي الله عنه – وغيره ، وقد غاب عن بدر فقال : " لئن اراني الله تعالي – مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – مشهدا فيما بعد ، ليرين الله ما أصنع " فاراه الله يوم احد ، فاوفي الله بما وعده وخر صريعا ، يوم احد ، ابتغاء وجه الله ، صدق الله فصدقه ، وانزل فيه الجليل قرأنا يتلي الي يوم القيامة ، وجعل مثل عمله للرجولة عنوان
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الاحزاب : 23
فارتق للرجولة بهذه الصفات ، ولا تخلد للذكورة التي تستوي في صفاتها جل المخلوقات ، فالذكورة غير الرجولة ، وليس كل ذكر رجل
ولذا ايها الرجل
إذا أردت أن تتخذ فتاة من الفتيات زوجة لك فكن لها أبا وأما وأخا لأن التي تترك أباها وأمها وأخوتها لكي تتبعك  يكون من حقها عليك أن تري فيك رأفة الأب  وحنان الأم  ورفق الأخ
قال الرسول عليه الصلاة و السلام ( إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )
 الرجولة ، في تعريفها الأجمل، تختصرها مقولة كاتب فرنسي والرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة ، بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسه
و كلمة رجل تحمل حروف الكلمه معاني جميله
ر=رحمة بك وبضعف الانثى
ج=جدية في الكلام فكلامه افعال-جرئه في قيادة سفينة حياتكما ولكن جرئه نابعه من الثقة في قدرته على اتخاذ القرارات وبالتالي تحمل نتائجها
ل=لا تقوى امرأته على اغضابه ليس خوفا بل احتراما و حبا
وكل هذه الصفات اعتقد انها تكمن في 3 كلمات بسيطة
القدرة على الاحتواء
واخبرتني بنت مسلمة في معرض جوابها عن صفات العريس الرجل فقالت " انا لا يبهرني الرجل ذو العطر الفواح و الوسامة الملفتة ولا يؤسرني صاحب السيارة الفارهة والممتلكات الثمينة, ولا يستهويني صاحب الوظيفة المرموقه او شهادات الدرجات العليا من التعليم, بل يدهشني ويثير اعجابي ذلك الأشعث الأغبر الذي لو أقسم على الله لأبره..وابحث عن الرجل الذي يفهم الدين بوسطية من دون تشدد ولا تساهل أو تكاسل .وبعرف اولويات التدين فيؤدي الفروض قبل النوافل ويطبق المتفق عليه من الدين قبل المختلف عليه..يدعو الى قيم التدين التي يتناغم فيها الجوهر مع المظهر..فلا يهتم بالمظهر العام للتدين ويهمل الجوهر و لا كذلك العكس."
اليست هذه هي الرجولة