اخبار المدونة

الاثنين، 4 فبراير 2013

هل فشل تيار الاسلام السياسي في حكم مصر ...؟




طالما قال القائلون عن مصر قبل الثورة المجيدة : إنها ماتت، وطالما فرح الشامتون بموتها، وطالما نعاها نعاة التخلف على مسمع منا ، وأعلنوا البشائر بموتها في كل مناسبة ، فقالوا: ماتت مصر لا رحمها الله، وصدقهم ضعفاء الإيمان منا فقالوا: ماتت رحمها الله، وقلنا نحن: إنها مريضة مشفية، ولكن يرجى لها الشفاء إن حضر الطبيب، وأحسن استعمال الدواء؛ فحقق الله قولنا، وخيب أقوال المبطلين وكذب فألهم، فحضر الطبيب في حين الحاجة إليه، وأذن بالإصلاح في آذان المريض فانتفض انتفاضة تطايرت بها الأثقال، وانفصمت الأغلال، وكان من آثارها هذا اليوم الذي لا يصوره الخيال والوهم، وإنما يصوره العيان والواقع ، يوم 25 يناير 2011
فإذا بقي في الدنيا ممسوس، يكابر في المحسوس، ولا يصدق بوجود هذه الأمة، ولا يؤمن بحياتها - فقولوا له: تطلع من هذه الثنايا على قرية الحنايا، وقارن يومها بأمسها، يراجعك اليقين، ويعاودك الإيمان.
قلنا في هذه الأمة ومازلنا نقول: إن عوارض الموت وأسبابه كلها موجودة فيها من الجهل، والفقر، والتخاذل، وفساد الأخلاق، واختلاف الرأي، وفقد القيادة الرشيدة.
وقلنا - مع ذلك - ومازلنا نقول: إنها مرجوة  الحياة ما دام مناط الرجاء فيها سالماً صحيحاً، ومناط الرجاء هو نقطة من الإيمان ما زالت لامسة  بالقلوب موصولة بالقرآن ما زالت مرعية في الألسنة، وإن هذا الرجاء معلق بخيط دقيق لا نقول إنه كخيط العنكبوت، ولكننا نقول: إنه أقوى من السلاسل الحديدية إذا أمده الاستعداد والتدبير الرشيد.
هذه النقطة هي مبعث القوة ولو بعد حين، وهي مكمن السيادة والعزة ولو في الأخير، والسبق يعرف آخر المضمار.
والسؤال ويتردد صداه من كل صوب وحدب فماذا يحدث الان  اقول
اختلف شبابنا وقادتنا وساستنا، وذاقت مصر من خلافهم الشر والبلاء، واختلف علماؤها في الدين فكان خلافهم وبالاً على الأمة، وتشتيتاً لشملها، وصدعاً لجدار وحدتها، وقطعاً لما أمر الله به أن يوصل من أرحامها، ثم فر كثير من المخلصين من الميدان، وتركوه للصبية المستبدين، ثم ألقى الصبية المقاليد في أيدي السفهاء من اللصوص وسفاك الدماء ومرتزقة الثورات والمنتفعين  والذرية والأتباع، وكل أولئك قد فعل في هذه الأمة ما لم يفعله (نيرون)
يقع ذلك كله في كل طور من الأطوار التاريخية حتى يبتلى المؤمنون، ويظنوا بالله الظنون، وإذا بذلك العرق يتحرك، وإذا بتلك الانتفاضة تعرو، وإذا بالأمة قائمة من كبوتها، تذود قادة السوء عن حلم القيادة، وعلماء السوء عن الإمامة، وتنزل دخيل الشر بدار الغربة ويهرب من هرب عن بينة ويكون له في ابو ظبي مسكنا وموئيلا
ايها المصريين
جربنا فصحت التجربة، وبلونا فصدق الابتلاء، وامتحنا فدل الامتحان على أن عرق الإيمان في قلوب هذه الأمة كعرق الذهب في المنجم كلاهما لا يبلى وإن تطاولت القرون، ثم جلونا هذا العرق في عمل ثلاثين سنة خلت فإذا خصائصه الطبيعية لم تتغير.
هذه الأمة كبا بها الزمن، وأدارها على غرائب من تصاريفه حتى أصبحت عوناً له على نفسها، وترصد لها العدو كل غائلة، ففتنها عن دنياها حتى سلمت له فيها، ثم فتنها عن دينها حتى كادت تتلقاه عنه مشوهاً ممسوخاً، وأحاطت بها خطيئاتها من كل جانب فجنت على نفسها بما كسبت أيديها من سوء الأقوال، وفساد الأعمال.
ولكن ذلك العرق المخبوء في تلك المضغة يتحرك، فيأتي بالعجائب.واذا بنا نري معادن الناس ونكتشف اغوارهم فهنئيا بمصر ما يحدث وما اشبه الليلة بالبارحة وماحدث مع الرسول قبل الهجرة اشد وانكي ولنعلم ان هناك فئران المراكب تهرب دائما اذا احست بخيالها المريض ان المركب تغرق ولكن اقول...  ماتبني الدول بمثل هؤلاء يامرسي .. المنافقين والافاقين كثر وقد اخترت منهم للاسف الشديد وزراء ومستشارين ومتحدثين ولكن كشفتهم التجربة واختبرتهم المحن
فلك الله يامصر وللحديث بقية باذن الله